المناعة الخلطية أو المناعة بالأجسام المضادة Dr. Mohammed Mabrouk Salama
المناعة المتخصصة هى الاستجابة المناعية المتخصصة لمولد ضد خاص بميكروب أو جسم غريب دخل الى جسم الانسان. هذه المناعة تتطور بمرور الزمن نتيجة للتعرض لمسببات الأمراض المختلفة و التى من شأنه العمل على مقاومة مسببات الأمراض التى تدخل الى الجسم
المناعة الخلطية تسمى فى كثير من الأحيان بمناعة الخلايا البائية أو "المناعة بالأجسام المضادة" لاعتمادها بشكل أساسي على عمل الخلايا الليمفاوية البائية، وهي نوع من الخلايا البائية التى تنتِج و تنضج فى نخاع العظام الأحمرو هى تنتج بروتينات تسمى الأجسام المضادة. الخلايا البائية لا يمكنها أن تتعامل بمفردها و لكنها تحتاج إلى المساعدة من عدة أنواع أخرى من الخلايا الليمفاوية لتكوين استجابة مناعية فعالة مثل احتياجها الى الخلايا التائية المساعدة و الخلايا البلعمية الكبيرة و كذلك بروتين التوافق النسيجى.
الانتيجينات والمستقبلات
تختص المناعة الخلطية المكتسبة بالدفاع عن الجسم ضد الأنتيجينات (مولدات الضد) ومسببات المرض (الكائنات
المُمرضة) كالبكتيريا الحرة والفيروسات وكذلك السموم المتواجدة في سوائل الجسم (بلازما
الدم والليمف) من خلال الأجسام المضادة التي تفرزها وتتلخص في الخطوات التالية :
الخطوة الأولى : مرحلة التعرف
- عند دخول كائن مُمرض حاملا على سطحه أنتيجين (مستضد) مُعين إلى الجسم ويكون هذا الكائن قد اخترق خطي الدفاع الأول والثاني (ماذا يحدث ؟) تتعرّف الخلايا الليمفاوية البائية على هذا الأنتيجين الغريب عن الجسم ( فكل خلية ليمفاوية بائية عالية التخصص) . أي تستجيب لأنتيجين معين واحد فقط وعندما تتعرف الخلية الليمفاوية البائية على الأنتيجين الخاص بها فإنها تلصق نفسها به بواسطة المستقبلات المناعية (CD19- CD20- CD21الموجودة على سطحها ويرتبط الأنتيجين مع بروتين في الخلايا الليمفاوية البائية B يطلق عليه بروتين التوافق النسيجي MHC.
- في نفس الوقت تقوم الخلايا البلعمية الكبيرة بابتلاع الأنتيجين وتفكيكه بواسطة إنزيمات الليسوسوم إلى أجزاء صغيرة ثم ترتبط هذه الأجزاء الصغيرة داخل الخلايا البلعمية الكبيرة ببروتين التوافق النسيجي ( MHC (
- ثم بعد ذلك ينتقل المركب الناتج من ارتباط الأنتيجين مع الـ MHC2 إلى سطح الغشاء
البلازمي للخلايا البلعمية الكبيرة أي يتم عرضها على سطحها الخارجي حتى تراه
الخلايا الليمفاوية التائية وتعرف أنه يوجد ميكروب فتستعد وتنشّط خلايا أخرى.
الخطوة الثانية : مرحلة التنشيط
- تتعرف الخلايا التائية المساعدة Th على هذا الأنتيجين
من خلال بروتين التوافق النسيجي MHC2 الموجودة على
سطح الخلية البلعمية الكبيرة ثم ترتبط خلايا Th بهذا المركب فيتم
تنشيطها لتقوم بعد ذلك بإطلاق مواد بروتينية تُدعى انترليوكينات التي تقوم بتنشيط الخلايا
البائية التي تحمل على سطحها الأنتيجينات المرتبطة مع بروتين التوافق النسيجي MHC2.
الخطوة الثالثة : مرحلة الانقسام والتمايز
- تبدأ الخلايا البائية B المنشطة عملها
بالانقسام والتضاعف وتتمايز في النهاية إلى :
- العديد من الخلايا البلازمية Plasma cells: تنتج كميات كبيرة من الأجسام المضادة التي تدور عبر الأوعية الليمفاوية ومجرى الدم لتصل إلى الميكروب وتحارب العدوى.
- خلايا ليمفاوية بائية ذاكرة Memory cells: تبقى في الدم لمدة طويلة (20- 30 سنة) لتتعرّف على نوع الأنتيجين السابق إذا دخل ثانية إلى الجسم حيث تنقسم وتتمايز إلى خلايا بلازمية تُفرز أجساما مضادة وبالتالي تكون الاستجابة سريعة
الخطوة الرابعة : مرحلة التنفيذ
- تصل الأجسام المضادة التي أنتجتها الخلايا البلازمية إلى الدورة الدموية عن طريق الليمف ثم ترتبط بالأنتيجينات الموجودة على سطح الكائنات المُمرضة فيثير ذلك الخلايا البلعمية الكبيرة فتقوم بالتهام هذه الأنتيجينات من جديد , وتستمر هذه العملية لمدة أيام أو أسابيع.
لا تستطيع الخلايا التائية المساعدة Th أن تتعرف على الأنتيجين إلا بعد معالجته بواسطة الخلايا البلعمية الكبيرة وعرضه على غشائها البلازمي مرتبطا مع جزيئات MHC2
الأجسام المضادة التي تكونها الخلايا البلازمية تكون غير فعّالة بما فيه الكفاية في تدمير الخلايا الغريبة مثل الخلايا المُصابة بالفيروس (علل) وذلك لأن الأجسام المضادة غير قادرة على المرور عبر أغشية الخلايا بسبب جزيئاتها الكبيرة نسبيا وبالتالي فهي لا تستطيع الوصول إلى الفيروس الذي يتكاثر داخل الخلية.
تعليقات
إرسال تعليق